المضمون التاريخي في مسرح عبد الكريم الدناع
DOI:
https://doi.org/10.64095/jma.v6iالعشرون(20)%20مارس.153الملخص
مستخلص البحث:
يعد الكاتب المسرحي (عبد الكريم الدناع) من بين كتاب المسرح الليبيين الذين وظفوا التاريخ في مسرحياتهم بكثرة وتفاعل معه ليثري النص المسرحي ويشحنه بطاقات فنية هائلة ودلالات عميقة، ونجد ان رجوعه الى التاريخ كان مبعثه هذا التدهور السياسي والتشظي الذي شهدته الساحة العربية في الكثير من النكسات والهزائم،
ويمثل استلهام التاريخ مادة خصبة تجذب كتاب المسرح، ويعتبر حلا عبقريا للكثير من المؤلفين للهروب من مسألة السلطة والرقيب، لذلك تبلورت مشكلة البحث في الأسئلة الاتية: كيف وظف عبد الكريم الدناع المضمون التاريخي في نصوصه المسرحية؟ ما مدى استفادته من التاريخ؟ وما هي القضية التي أراد طرحها في مسرحياته عينة البحث؟ ويعد هذا البحث من البحوث الوصفية حيث استخدم تحليل المضمون الذي يستهدف دراسة المادة التي تقدمها الوسيلة الإعلامية بهدف الكشف عما تريد ان تبلغه لجمهورها وتأثير القراءة او المشاهدة على الجمهور، وتوصل البحث لعدد من النتائج منها ان الدناع قام بمزج ما بين الاحداث الحقيقية والمتخيلة التي تتحرك بقوة وتفاعل، وهي تعبر عن قدرة فنية عالية في التوفيق بين الاحداث المسرحية على الرغم من تنوعها، وضاف اليها من إلهامه ما يساعد على رسم صورة حية لتلك الفترة الحرجة، متجنبا الحشو والاستطراد ومحافظا على منطق التاريخ وشخصياته واحداثه، واعطى مزيجا بين التاريخ والذات العربية المعاصرة، فهو يعرض الحقائق ويبث الوعي، ويجعل المتلقي يتخذ موقفا من القضية التي امامه، وقد خدم الواقع الذي يعيشه للتشابه الواضح في الظواهر الإنسانية عبر العصور، فما حدث قديما قد يحدث اليوم بصورة مختلفة، وهذا التقارب يستدعي اللجوء الى التاريخ لأسقاطه على المعاصرة.