وسائل الإعلام والسلم المجتمعي تقييم الأداء والرؤية الاستراتيجية
DOI:
https://doi.org/10.64095/jma.v4i15.221الملخص
ملخص الدراسة
يأتي تطور المجتمعات وتقدمها نتيجة استقراها وتماسكها، ويمثل استقرار المجتمعات قاعدة رصينة لتحقيق التنمية المستدامة، ولعل أهم المعطيات التي تحقق الاستقرار والتنمية توافق المكونات السياسية والاجتماعية في هذه المجتمعات، وتحقيق الحد الأعلى من التعايش السلمي بينها، بالإضافة إلى وجود نظام اعلامي ثابت ومؤطر ومحدد بضوابط قانونية وممارسات مهنية تمكنه من التعاطي مع قضايا المجتمع بمهنية عالية.
وعلى مستوى قضية المصالحة الوطنية والتعايش السلمي في ليبيا، فإن القاعدة في العمل الإعلامي ان تقوم وسائل الإعلام بدورها وتوظيف امكانياتها لصالح القضية ودعم قيم التسامح والتصالح وثقافة الحوار وتعزيز التعايش السلمي ، إلا أن تعاطي وسائل الإعلام الليبية معها كان محدوداً وضعيفا مما أسهم بشكل واضح في دعم الكراهية والعنف والتفكك المجتمعي ، ولعل هذا ما اشارت اليه نتائج دراسة تقييم ورصد واستطلاع تعاطي وسائل الإعلام الليبية ، إذا جاءت مؤشرات القراءة التحليلية لتشير إلى محدودية التغطية الإعلامية لمظاهر السلم المجتمعي ، وضعف الخطاب التصالحي بل وتكريس خطاب الكراهية والعنف بين اطراف الصراع والمكونات السياسية والاجتماعية للمجتمع الليبي ، وأظهرت القراء التحليلية للسياق التي تعمل في إطاره وسائل الإعلام الليبية أن الصراع السياسي وتأثيرات الحروب وتعدد التيارات السياسية ، بالإضافة إلى ضعف المنظومة الإعلامية ، وضعف تكوين وإعداد القائمين بالاتصال وكذلك غياب محددات تنظيم الإعلام الرسمي ، وتعدد ملكية الوسائل بتعدد التيارات السياسية ، كلها كانت رهانات تضعف إسهام الخطاب الإعلامي في تعزيز السلمي المجتمعي .